تقع معلولا على بعد 50كم شمال دمشق على ارتفاع يزيد عن 1500 متر. حتى الان أهم موقع مسيحي في سوريا هي  القرية الجميلة معلولا . و كلمة معلولا تعني مدخل بالارامية ربما للدلالة على الممر الموجود بين الجبال . و معلولا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي لا تزال تتكلم الارامية لغة يسوع المسيح. و رغم الغنى التاريخي لمعلولة الا ان اثارها المتبقية قليلة جدا. و لكنها قرية جميلة جدا, ان بيوتها القوية متراكمة فوق زاوية المنحدر. ان جمالها الخارق يكمل في محيط القرية و الممر الذي يخترق الجرف من الخلف.

 لمعلولا ثلاثة أسباب للشهرة: محيطها, مساهماتها المسيحية الباكرة , مقاومة سكانها لتبديل اللغة الارامية باللغة العربية كلغة للمحادثة.

  هناك بعض الشكوك حول بقاء اللغة الارامية (التي هي اللغة المسيح و التي بقيت اللغة الشعبية المستخدمة حتى وصول العرب في القرن السابع) مستخدمة بشكل مستمر حتى الان. مهما يكن, فان بقاء اللغة السريانية(الارامية الغربية) كلغة لسكان معلولا تشير الى مدى تماسك اللغة و التي هي صفة يفتخر بها السكان.

 

كنيسة القديس سيرجيوس:

 في منطقة معلولا هناك كنيستين تابعة للطائفتين اليونانية الكاثولكية و الأورثوذوكسية. الكنيسة الأولى, التابعة للطائفة اليونانية الكاثوليكية, تقع على الجرف الأيسر للممر و هي دير للقديس سيرجيوس (مار سركيس).

  لقد تم بناء هذه الكنيسة على أنقاض معبد وثني.ولها عناصر معمارية تعود الى الفترة البيزنطية و ربما قد تم بناءها قبل مجمع نيقية عام 325 و ما يؤكد هذا الرأي أن المذبح في هذه الكنيسة دائري و هذا ما كان ممنوعا في المجمع. لقد تم بناء الكنيسة بعد إقامة قسم ضريح الشهيد الذي كان مهدا للقديس سركيس الذي كان جندي رومانيا و تم اعدامه بسبب اعتناقه المسيحية و تم اقامة كنيسة بازيليكة اكبر له في منطقة الرصافة في سوريا. هناك العديد من الأيقونات على طول الممر المؤدي الى المذبح بما فيها أيقونة للسيدة العذراء و آخر للقديسين الشهيدين سرجيوس و باخوس. و تعتبر هذه الكنيسة كواحدة من أقدم الكنائس, و على المنصة خلف الكنيسة هناك بقايا بعض القبور الصخرية.

 

دير القديسة تقلا:

 ان كنيسة مار تقلا الواقع الى أسفل قرية معلولا على يمين الممر هي الكنيسة و هي تابعة لطائفة اليونانية الاورثودوكسية المكرسة للقديسة تقلا. ان هذه الكنيسة موجودة في أسفل الدير.

 إن القديسة تقلا هي ابنة الأمير السلوقي و الذي كان تابعا للقديس بولص الذي تعتبر حياته كنوع من الأساطير المعروفة باسم " أعمال بولص و تقلا" . و يعتقد أنه تم دفن القديسة تقلا في الجبل الى أعلى الدير الحالي . أثناء طريق العودة من القرية يوجد طريق مرتفع الذي يؤدي الى التَراس الذي يحوي شلالا يرحب بالحجاج.

 تم بناء الكنيسة على فترات. في الطابق الأعلى توجد الكنيسة المعاصرة و لها قبة كما تحوي حجرة تخزن بداخلها الماء و الذي يتعبر من الصفات المميزة للكنيسة.

  ان هذا المعلم الديني يستقبل عددا هائلا من الحجاج المسيحيين و الاسلام.

  هناك بعض المعالم الاثرية الدينية وجدت في الدير و تتميز هذه المنطقة بالجو الهادىء الذي يشعرك بالسلام.

  هناك كنيستين أبرشيتين في القرية نفسها  و قد تم اكتشاف الموزاييك الذي يعود الى القرن الرابع في كنيسة القديس الياس.

  لقرية معلولا العديد من التراتيل الدينية الفريدة كما تتميز باحتفالياتها العديدة . فهناك ثلاثة احتفاليات رئيسية كبرى: عيد الصليب المقدس في شهر أيلول 14 , عيد القديسة تقلا في 22 من أيلول و عيد القديس سركيس في 7 تشرين الأول.

العديد من الزوار يشاركون في هذه الاحتفاليات التي تعتبر من أروع الاحتفاليات في سوريا..