محافظة الرقة هي محافظة في شمال وسط
سوريا، تقع
على الضفة الشمالية لنهر الفرات، على بعد 193 كم شرق مدينة حلب. منذ أواسط السبعينيات يعتمد اقتصاد الرقة على
سد الفرات وعلى
الزراعة وعلى الحقول النفطية المجاورة. في الرقة متحف
تاريخي صغير يسمى متحف الرقة، وقد كشفت الحفريات فيها عن آثار تعود إلى
العصر العباسي ـ من أهم الآثار الباقية في المدينة
قصر العذارى أو
قصر البنات، والجامع
الكبير الذي بني في القرن الثامن الميلادي. تحتوي
المدينة القديمة أيضاً على أضرحة عدد من رجال الدين المسلمين، منهم الصحابي
عمار بن ياسر وأويس القرني، عدد سكان المحافظة حوالي مليون نسمة. أنشئت الرقة عام 244 أو 242 قبل الميلاد وسميت
في البداية كالينيكوس، نسبة إلى سلوقس الأول، مؤسس المدينة، الذي كان يعرف أيضاً بهذا
الاسم (ويقول البعض أن الاسم يعود إلى الفيلسوف اليوناني
كالينيكوس الذي يعتقد
أنّه توفي في الرقة). في العصر البيزنطي، كانت المدينة مركزاً اقتصادياً وعسكرياً. في
639 فتحتها الجيوش العربية الإسلامية وتحولت تسميتها إلى الرقة وتعني في اللغة الصخرة
المسطّحة. في عام 772 بدأ الخليفة العباسي
المنصور ببناء عاصمة
صيفية للدولة العباسية بالقرب من الرقة، سميت الرافقة.
بنيت المدينة الجديدة بشكل حدوة
فرس على الطراز المعماري لبغداد، وسرعان ما اندمجت مع الرقة. بين عامي 796 و808
استعمل الخليفة العباسي هارون الرشيد الرقة عاصمة له
أيضاً، وأصبحت المدينة مركزاً علمياً وثقافياً هاماً. آثار الرقة - باب بغداد: هو من أهم الآثار التي ما زالت قائمة في سورية، ويقع
في الزاوية الجنوبية الشرقية على السور الخارجي وعرض الواجهة 7.57م بارتفاع
5.20م محاذياً لبرج متصل بالسور، وفتحة الباب بارتفاع 2.5م يعلوها قنطرة ذات
قوس مكسور. وعلى جانبي الباب حنيتان زخرفيتان ويعلو هذه الواجهة، أفريز
عريض مؤلف من صفين من الحنيات السفلى تتلوها أقواس نصف دائرية والحنيات
السفلى تعلوها أقواس مفصصة ثلاثية، ويحيط الأفريز إطار بارز. وينفتح الباب من
الداخل إلى دركاه ضمن صيوان بعمق متر كانت تعلوه قبة. - قصر البنات: ثمة بناء هام يطلق عليه اسم قصر البنات،
قائم في الجهة الشرقية الجنوبية من الرافقة وضمن أسوارها، لم يبق منه إلا الأطلال الضخمة،
يعود إلى القرن الثاني عشر كما يرى هرزفيلد الذي زار القصر
عام 1907م وأعد له مخططاً، ويبدو أن الأطلال في ذلك الوقت كانت أكثر ارتفاعاً بما يقرب من عشرة أمتار.
لقد ابتدئ بأعمال التنقيب والترميم في هذا القصر ضمن نطاق المشروع الاستثنائي في
الرقة. ومنذ عام 1976 تأكد من خلال
دراسة الخزف الذي عثر عليه أنه يعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر أي إلى العصر الأيوبي، وهذا يؤكد ما جاء على لسان المؤرخين أن هذا القصر لم
يسكن بعد العصر الأيوبي، ومن المؤكد أنه هجر بعد حريق هائل شب فيه.
يتألف هذا القصر من باحة مركزية تطل عليها أواوين أربعة ويفتح في الجنوب
مدخل رئيسي يقابله في أقصى الشمال صالة خلفها حجرة وإلى جانبيها حجرتان، وتطل
الصالة على باحة ورواقين، ويمتد القصر شرقاً وغرباً تحت الشوارع القائمة
ولم تكتمل عمليات الكشف لهذا السبب. لقد أصبح القصر واضح المعالم بعد أن
أعيدت الجدران والفتحات والأروقة إلى وضعها الأصلي. - أسوار الرافقة: شيدت أسوار
الرافقة بالآجر بشكل مضاعف فهي مؤلفة من السور الداخلي وحوله السور الخارجي وبينهما الفصيل، ويحيط بالسور
الخارجي الخندق عند الضلع الجنوبي الذي كان محاذياً للنهر. يبلغ طول السور 5كم
ويحصر مساحة من الأرض تقارب 1,5مليون م2 وهو مدعم بالأبراج على امتداده، ويبلغ
محيط كل برج 15- 16م. ولقد
أعيد إنشاء باقي الأبراج في عام 1975من قبل مديرية الآثار وبخاصة
التي تدعم السور الشرقي والسور
الجنوبي وكان سمك السور الداخلي 5,8م. وكان للأسوار بابان عظيمان باب في الزاوية
الجنوبية الغربية باب الجنان وباب في الزاوية الجنوبية الشرقية ما زال ماثلاً يسمى
باب بغداد والباب الجنوبي والباب الغربي. متحف الرقة : في عام 1981 تم
افتتاح متحف الرقة
الأثري والشعبي في بناء السرايا القديم، وكان معداً للهدم
فقامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بإيقاف هدمه وترميمه وإعداده ليكون متحفاً يضم
آثار محافظة الرقة التي تم الكشف عنها بجهود مجموعات من المنقبين العالميين
والمحليين. يتألف البناء من طابقين، وعند مدخل المتحف نجد لوحة فسيفسائية
جميلة تعود إلى القرن الخامس
عشر الميلادي عثر عليها في حويجة حلاوة في محافظة الرقة.
وزين البهو الكبير في الطابق الأرضي بلوحات فوتوغرافية لأهم مواقع الآثار في سورية
كما خصص في هذا الطابق جناح للآثار القديمة وجناح آخر للآثار من العصور
الرومانية والبيزنطية،
مع جناح للفن الحديث. أما الطابق الأول فلقد خصص للعصور العربية الإسلامية، منها خزف الرقة وزخارف
قصور الرقة الداخلية وهي إطارات جصية بارزة وتيجان وعقود حجرية وجرار فخارية. وفي الطابق
نفسه قسم يتعلق بالتقاليد الشعبية في الرقة، عرضت فيه خيمة بدوية مع
جميع مشتملاتها من أثاث وأدوات مع تمثالين لبدويين من الرقة مع مشاهد صناعة
الخبز والغزل وحاجيات الخيول وقد حفظت في المتحف جميع المكتشفات
الأثرية المعدة للبحث والدراسة من قبل العلماء. واشتهرت الرقة بصناعة الخزف،
وفي المتحف الوطني بدمشق نماذج منه تعادل أهميتها خزف الرصافة وبخاصة
الخزف ذو البريق المعدني. |