مصياف هي مدينة سورية يبلغ عدد سكانها حوالي (33000) نسمة تقع
شمالي مدينة حماة مسافة 55كم، ترتفع المدينة عن سطح البحر بما
يقارب الـ 450 متراً وتاخذ المدينة موقعاً متوسطا بين الجبال الساحلية والسهول الداخلية من سوريا. وتشتهر
بوجود سرعه عاليه للرياح فيها(هواء قوي) وكان يطلق على مصياف اسم مصياد (لكثرة
الصيد فيها) ومصيات وباللهجه العامية حاليا مصييت. ارتبط اسم المدينة باسم قلعتها التي تربض في
وسطها على كتلة صخرية امتدت من الشمال إلى الجنوب وتعود إلى المرحلة
الرومانية والبيزنطية وقد بنيت
كقاعدة عسكرية لتأمين الطرق العابرة من الساحل إلى الداخل عدى عن تأمينها شبكة مواصلات
ومسالك كانت هامة بالنسبة
للرومان والبيزنطيين فهي تؤمن الطريق إلى طرابلس الشام مروراً
بوادي النصارى وحصن سليمان وبرج صافيتا ثم إلى
أنطاكية مروراً بقلعة أبو قبيس وحارم والى البقاع
اللبناني عبر قلعة عكار والى حمص عبر قلعة بعرين وسهل حمص والى
حلب عبر برج جرجرة وحماه فمعرة النعمان وهذه الطرق والمسالك كانت تعبرها أيضاً القوافل التجارية وهذا أعطى القلعة
أهمية اقتصادية بالإضافة إلى
أهميتها العسكرية. ويزنر القلعة سور دفاعي ما زالت معظم أجزائه موجودة من الجهة الشرقية
أما بقية الأ تجاهات فقد اختلط فيها مع البناء وله أبواب ارتبطت تسميتها بالاتجاهات
الأربعة لم يبق منها سوى باب واحد ما زال يحتفظ بشكله. قلعة مصياف من معالم المدينة ولها أهميتها التاريخية
ولاقت القلعة اهتمام ورعاية دولية حيث قامت مؤسسة الأغا خان للثقافة منذ عام 2000 بجهود مباشرة
كبيرة اثمرت عن ترميم وتاهيل قلعة مصياف الأثرية وتدريب الكوادر المحلية وإعادة
الاستخدام والتوظيف لبعض الفراغات في القلعة لاستخدامها مركزا للزوار والسياح وصالة معارض،
بالإضافة لتزويد القلعة بالمرافق الضرورية والخدمات اللازمة من أجل تقديم
القلعة للزوار والسائحين بشكل مناسب. ويعتبر القرن الثاني عشر الميلادي بمثابة العصر
الذهبي لهذه المدينة من ناحية القوه والنفوذ بعد أن استقر فيها شيخ الجبل وهو
الداعية الشيعي الأسماعيلي سنان راشد الدين. فبنى فيها دوله قوية استعصت
حتى على صلاح الدين الأيوبي من السقوط.. وشكل وقتها ما يسمى دوله
مصياف (راجع كتب سيف الدين الدفتري) وهي دولة طائفية ترتبط بعلاقات قوية مع
دولة حسن الصباح في ايران بقلعه ألموت.. سقطت الدولة على يد الظاهر بيبرس
القادم من مصر. |