انها لا تقيس الزمن بواسطة الأيام
و الأشهر و السنوات بل عبر الامبراطوريات التي شهدتها تعلو و تنهار. انها نوع من
الخلود.لقد شهدت دمشق كل الاحداث التي جرت على الارض ولا تزال. لقد رأت جميع
العظام الجافة لمئات الامبراطوريات و سوف ترى مدافن الآلاف غيرها قبل أن
تموت.(مارك تواين: الابرياء في الخارج) يمكن ان تشاهد المدينة من جبل
قاسيون الذي يسيطر على المدينة. هذا الجبل اشتهر بالعديد من الأساطير, منها أن
ابراهيم قد رأى الله في هذا المكان. تاريخها: لم تحصل تنقيبات ,ذات مقاييس
كبيرة, مكثفة و متتابعة كتلك التي جرت في هذه المدينة. إن الاستقرار في هذه الواحة
يعود بتاريخه إلى ما قبل عصر التطور
الاقتصادي البدوي- الألف الرابع أو ما قبل-هذا ما جعل دمشق من أقدم المراكز
المدنية في العالم التي سكنت بشكل مستمر. إن
أول ذكر لاسم "دمشق"جاء في لوحات ماري التي تعود إلى عام 2500ق.م كرسالة
صغيرة باسم "دمشقي" في أرشيف إبلا. ثم أتى الاستقرار العموري في أوائل الألف
الثاني قبل الميلاد و فيما بعد, في الألف الأول ق.م أصبحت تحت التأثير المصري
المهيمن و تم ذكرها في أرشيفات العمارنة (السلالة الثامنة عشر-القرن 14 ق.م). و
بعد غزو شهوب البحر عام 1200ق.م , أصبحت دمشق تحت سيطرة الآراميين الذين أقاموا
هنا أمارة آرام دمشق التي كان لها دور كبير في توسع المملكة البابلية لإسرائيل وجوديا. عام 732 ق.م وقعت دمشق تحت سيطرة
السريانيين. و في عام 572ق.م استطاع الملك الكلداني, نبوشادنزار, من احتلال سوريا
و فلسطين و لكن سرعان ما انهارت السلالة الكلدانية حين استطاع الملك الفارسي, سايروس,
عام 539ق.م من ضم هذه المنطقة أثناء امتداده نحو المنطقة الإيجية . إن حملة الاسكندر العظيمة جعلت
دمشق تحت سيطرة الإغريق عام 332ق.م بعد معركة ايسوس. ان الحكم الإغريقي وضع نظام "تخطيط المدينة" (الشوارع
المستقيمة)لدمشق. لقد دام الحكم الروماني الكلي 700 سنة. من عام 37ق.م حتى 54 م قبل الرومان السيطرة النبطية المستمرة على دمشق
التي بقيت كدويلة مدينة و جرت فيها نفس التحسينات التي تعرضت لها باقي المدن التي
كانت تحت سيطرة الرومان. لقد تم تحسين مخطط المدينة, فقد تم وضع نظام القنوات
لتزويد حمص و الحمامات بمياه نهر بردى و تم إحاطة المدينة بجدار تتخلله تسعة
بوابات التي لا تزال سبعة منها قائمة حتى الان. دمشق, التي سكنتها مستعمرة
يهودية مهمة, قد أسهمت في الحقبة المبكرة لانتشار المسيحية و تبشيرات القديس بولص
الرسول. فجعل هادريان من دمشق عاصمة عام 117م ثم انتقلت العاصمة الى فلسطين اثناء
حكم الامبراطور الكسندر سيفيروس عام 222م. في الفترة الأموية الإسلامية تمكن
خالد بن الوليد من الحصول على دمشق من أيدي الرومان بعد حصار دام ستة أشهر. و قد
أصبحت هذه المدينة عام 661م عاصمة للإمبراطورية الأموية زمن الخليفة الخامس,
معاوية,و هكذا انتهت السيطرة الغربية التي دامت آلاف السنين. هذه الإمبراطورية أعطت دمشق
المعلم الأكثر دهشة و الدائم إلى الأبد , المسجد الأموي الكبير, الذي بني من قبل
الخليفة الوليد في موقع كاتدرائية القديس بولص (كان سابقا معبدا للإله حدد). تنافست العديد من السلالات في
السيطرة على سوريا منها الطولونيون , الاخشيديون , الفاطميون , الحمدانيون و
السلاجقة من مراكز نفوذهم في القاهرة و الموصل. خلال عصور الصراع تم احاطة دمشق
بحماية مجنمعات مقسمة الى اجزاء. ان مقاومة المسلمين للصليبيين بدأ
بالانعكاس على هذا المنحدر. لقد لفتت الأنظار نحو دمشق كمعقل للقضية الإسلامية و
كذلك للعقيدة السنية. تنسب إلى هذه الفترة أعمال إعادة البناء لحصون المدينة بما
فيها المداخل الضخمة و قلعة المدينة و الجدران المحيطة بها. لقد سقطت دمشق بيد
"كونراد" , ملك الألمان, في الحملة الصليبية الثانية عام 1148. أثناء
حكم الزنكيين, نور الدين استرجع المدينة بالاتفاق لا بل الحرب عام 1154 الذي في
عهده و خاصة في عهد خليفته صلاح الدين بين عام 1176-1193 عادت دمشق مركزا سياسيا و
عاد اقتصادها الى النشاط و القوة. هذا كان العصر العظيم ل"المدرسة" حيث
ازدادت الاعداد في القرن الثالث عشر لتقوية العقيدة السنية. بعد المماليك, احتل العثمانيون
سوريا و ضموها إلى إمبراطوريتهم. في هذه الفترة استطاعت العائلات العثمانية الغنية
بناء البيوت الضخمة الرائعة مثل قصر العظم الذي ينتمي إلى أسعد باشا العظيم, حاكم
دمشق في القرن 18. حمل القرن التاسع عشر ازدياد
الاستياء المحلي للسيطرة العثمانية المتزايدة. اثناء الانتداب الفرنسي بدأ تحول في
مركز جاذبية دمشق الى منطقة مرج الجديدة. و أخيرا استطاعت سوريا التحرر و أصبحت
"الجمهورية العربية السورية" عام 1946. في القرن السادس عشر كان عدد
السكان 52000 نسمة و نمى حتى يصبح 90000 في أواخر القرن الثامن عشر ثم تباطأ النمو
في النصف الأول من القرن التاسع عشر حتى بلغ 2.5 مليون نسمة في نهاية التسعينيات المسجد الأموي- دمشق: يقع في الجانب الشرقي لسوق الحميدية , لقد اختير هذا الموقع للعديد من
العبادات المقدسة منذ الألف الثاني ق.م إن هذا الموقع المقدس استخدم أولا
كمعبد في القرن التاسع ق.م لعبادة الإله حدد الذي هو المعيد الآرامي الذي يمثل
الشمس و الرعد. و فيما بعد, في القرن الأول الميلادي استولى عليه الرومان و حولوه إلى
المعبد الأكبر لإله الآلهة "جوبيتر" . حين انتقلت العاصمة الرومانية
من روما إلى القسطنطينية عام 330 بدأت المسيحية تنتشر في الإمبراطورية و أعلنت
لاحقا ديانة رسمية . قام لاحقا, الإمبراطور
تيودوسيس(حكم بين 193-211) بإلغاء العبادة الوثنية و حول المعبد إلى كاتدرائية
المدينة التي كانت مهداة إلى القديس يوحنا المعمدان. أثناء وقوع دمشق بيد العرب عام 636
كان المسيحيون يتمتعون بحرية ممارسة دينهم و استقر الإسلام في مناطق جديدة في
المدينة. خلال السنوات السبعينية الأولى أقاموا بناء من القرميد و الطين مقابل
الجدار الجنوبي ليتمكنوا من الصلاة . فيما بعد بدأت أعداد المسيحيين بالتراجع و
ازداد عدد المسلمين فتحولت الكاتدرائية إلى مسجد أثناء حكم الخليفة الوليد (حكم
بين 705-717) . ان عملية الإحياء تمت من قبل مهندسين معماريين أتوا من القسطنطينية
و مصر و دمشق نفسها. و يحوي المسجد الآن رأس القديس
يوحنا المعمدان و هناك الكثير من الشائعات التي تفسر سبب تواجده هناك منها أن
الحاكم"هيرودس" أرسل رأس يوحنا إلى دمشق ليتأكد الرومان من إعدامه و منها انه أثناء سيطرة
العرب على الكنيسة بدأت دماء القديس يوحنا تكون فقاعات و عندما تم هدم الكنيسة
وجدوا في أسفلها رأسه بشعره و جلده. إن مخطط الكنيسة بسيط جدا , هناك فناء رائع مزين بشكل كثيف بالموزاييك. في
وسط هذا الفناء توجد قبة الساعات و حوض الوضوء و قبة الكنز المزين بشكل جميل. إن هذا المسجد هو احد المساجد
القليلة التي لها ثلاثة مآذن: مئذنة العروس (بنيت بين القرن 9و12) مئذنة القياطبة
(القرن 15) و مئذنة عيسى (القرن 13). قلعة دمشق: تقع على أرض منبسطة , محاطة بأبنية مكومة و محمية بتحصينات لم ترى مثلها
للدفاع عن الواجهة. تقع هذه القلعة في الزاوية الشمالية الغربية للمدينة القديمة,
تشبه مثيلتها الموجودة في حلب. و هي القلعة الوحيدة في سوريا التي تقع على نفس
مستوى بقية المدينة. ان المعسكر الروماني كان هنا و
لكن لا يوجد دليل قاطع على وجود قاعدة عسكرية من أيام الرومان. و معظم معالمها
تعود الى الحقبة الايوبية و المملوكية . السلطان العادل اختار هذا الحصن
لحماية دمشق(عام 1207) من الحملات الصليبية و المغولية في القرن الثالث عشر ثم
أصبحت دمشق المركز الاساسي للمقاومة العربية ضد الوجود الصليبي , و قد أخذت هذا
الدور أيام صلاح الدين خاصة(1176- 93) في عام 1260 تم تدميرها أثناء
الغزو المنغولي الأول و تم إعادة بناءها أيام المملوك سلطان بيبرس الذي تأكد من إعادة
بناء الأبراج و الجدران الأصلية.و لكنها تهدمت أثناء الغزو المنغولي الثاني عام
1400 على يد تيمبيرلين. أما العثمانيون فلم يعطوها تلك الأهمية و قاموا بإصلاحها قليلا
رغم استخدامها كقاعدة عسكرية. تم هجران القلعة فقط أثناء
استخدامها كسجن عام 1985. أما في الوقت الحالي إنها تخضع
لعمليات إعادة النشاء و التنقيب المكثفة للكشف عن التاريخ الغامض لهذه القلعة. الأسواق - دمشق : سوق الحميدية: معظم هذا السوق مقنطر بأضلاع
حديدية متموجة. تم إعادة بناء هذا السوق الشرقي مرات عديدة, معظمها حصلت في القرن الثالث عشر . لقد بني هذا السوق بجانب إحدى
الحصون الرومانية. بعض الآثار المتبقية يمكن مشاهدتها أثناء المشي في هذا السوق. و
له مدخل لإحدى أهم المؤسسات الإسلامية في دمشق "المارستان نور الدين"
(مستشفى نور الدين). فهو سوق للبضائع العامة و كثير من تذكارات يمكن أن تشترى من هنا. الغلابيات
النسائية , البناطل الذهبية الضيقة,الأراغيل , المجوهرات , رقعة الشطرنج , العلب
الموزايكية المرصعة هي الأكثر شعبية عند السياح. إن هذا السوق مازال حيا و يتابع
هدفه ليكون مكانا عظيما لتبضع التذكارات. سوق مدحت باشا: هذا السوق , الذي هو معروف أيضا
بالسوق الطويل كما هو معروف بالرومانيةVIA RECTA , كان صلة الوصل بين دمشق الشرقية و الغربية.
انه يوازي سوق الحميدية و يمتد بين الباب
الشرقي حتى باب جابية . انه نفس المكان الذي أقيم فيه الباب الروماني لمعبد الإله
جوبيتر. أثناء سيطرة الإغريق و الكسندر الكبير , تم إعادة تصميم المدينة القديمة
وفق النمط الهيبودامي ذو نموذج القضبان متبعين بذلك فكرة هيبوداموس . أثناء الحكم الروماني تم توسيع
هذا السوق و حولوه إلى شارع ذي صف من الأعمدة , بعض هذه الأعمدة موجودة حتى الآن. إن مسجد هشام الذي بني عام 1427
ذو تصميم الهوابط لا يزال موجودا. في الجانب الشرقي( الباب الشرقي)
سوف تجد قوسا رومانيا الذي أقيم من قبل مهندسين من الانتداب الفرنسي. و على شمال
هذا القوس هناك البطريركية اليونانية الاورثوذكسية لكنيسة مريم العذراء . ان هذا
الموقع الذي أقيمت فيه الكنيسة يعود بتاريخه إلى العصر الإمبراطوري البيزنطي. هذه
المنطقة هي حي المسيحيين حيث كان مسموحا لهم إقامة كنائسهم في هذا المكان أثناء
غزوات العرب. تم إعادة بناء هذا السوق عام 1878 من قبل حاكم دمشق "مدحت باشا"
. و أكثر إثارة في هذا السوق هو البيت ذي النموذج العربي المعروف باسم "مكتب
انبر ". سوق الحرير: هذا السوق الذي يقع بالقرب من
المسجد الاموي قد تم بناءه من قبل درويش باشا عام 1574.و هو يتصل بسوق الحميدية من
جهة و سوق الخياطين من جهة أخرى. و يوجد في هذا السوق المدرسة الجقمقية (متحف
النقوش العربية) التي بنيت بين 1420-1418 من قبل حاكم دمشق المملوكي "جقمق ارجونسعي" الذي أصبح سلطان
القاهرة بين عامي 1452-1438.يقع ضريح نور الدين الزنكي بين هذين السوقين و كان
يحوي في الأساس على مدرسة العزيزية التي اختفت في معظمها ما عدا قوسها المنعزل و
حجرة الدفن. سوق البزورية: يمتد بين سوق مدحت باشا و حتى قصر العظم و هو معروف بدكاكينه الصغيرة لبيع
البهارات و الصابون و احتوائه على حمام نور الدين الذي هو من الحمامات القليلة
المتبقية من القرن الثاني عشر. و هناك أيضا خان أسعد باشا في هذا السوق. قصر العظم و الخانات - دمشق: إن هذا القصر يشهد لنا بتاريخه الوجود العثماني في دمشق. لقد بني قصر العظم
في القرن الثامن عشر كمسكن ملكي لحاكم دمشق العثماني أسعد باشا العظم لمدة أربعة
عشر عاما. انه يعتبر نموذجا رائعا للبيوت الدمشقية. لقد حول حاكم دمشق مياه نهر
بردى الى حدائقه و استدعى لذلك جميع النجارين و البناءين في دمشق, كما أمر بجلب
الأعمدة الرومانية و رصيف بانياس الأثري. انه مقسم الى أجزاء عديدة ,منها للمطبخ و منها لقسم الحرملك(قسم النساء)
حيث كانت تعيش فيه أسرة الحاكم بشكل خاص و آخر قسم هو قسم الزلملك حيث يستضيف فيه
الحاكم و ذكور العائلة ضيوفهم و يواكبون أعمالهم. على امتداد القسم الجنوبي
للزلملك يوجد الليوان الذي يتميز بعمقه لحماية المياه من ضوء الشمس خلال النهار. إلى
جانب الليوان تقع غرفة يستضيف فيها الحكم ضيوفه و هناك نافورة في وسط أرضيتها
المرمرية . ان قسم الزلملك يستخدم الان كمتحف للفنون و التقاليد الشعبية. كل غرفة
مزينة و مصممة بطريقة لتظهر للمشاهد التقاليد الدمشقية النموذجية بما فيها
الاستعدادات للحج و الزواج. ان هذا القصر يشمل التركيز الأساسي للخانات التقليدية:
المستودعات لتسليم و تخزن و إرسال البضائع التجارية للتجار. إن القصر محاط بالعديد من الخانات
منها خان الجمرك , خان الحرمين , حمام القيشاني , حمام نور الدين , خان الحرير و
خان أسعد باشا . المتحف الوطني- دمشق: ان متحف دمشق الوطني هو أحد أعظم
المتاحف في العالم بما يحوي من مواد أثرية و تاريخية. تم تدشين المتحف عام 1919 في
نفس الوقت الذي بنو الأكاديمية العربية في المدرسة العاديلية. في عام 1936 تم بناء
الجناح الشرقي لهذا المبنى. من عام 52-1936 تم تزين المدخل بعد إعادة بناء مدخل
قصر الحير الغربي الذي يعتبر قصرا أمويا صحراويا يعود بتاريخه إلى القرن الثامن. انه من غير المعقول وصف هذا القصر
ببضع كلمات. فهو يحوي على مجموعة من المقتنيات الأثرية و التاريخية من مختلف شعوب
العالم. ان هذه المقتنيات تم توزيعها في أربعة مجموعات : مجموعة ما قبل التاريخ ,
سوريا القديمة , الآثار الكلاسيكية و الآثار الإسلامية العربية. و فيما بعد تم إضافة
قسم حديث للفنون . إن واجهة المتحف تتضمن برجين نصف
أسطوانيين و بابا مستطيلا توج بقوس سوري اسود ضخم مماثل لتلك الأقواس التي أقيمت
في عصور مختلفة. هناك غرف مخصصة لمنطقة رأس
شمرا(أوغاريت) فيها ألواح طينية صغيرة تمثل أقدم أبجدية في العالم, أبجدبة
أوغاريت. كما تحوي رأسا عاجيا لأمير مجهول و أختام أسطوانية و فخار مسينيا استورد
من اليونان. هناك غرفة أخرى مخصصة لماري التي
تمثل العصر البرونزي لنهر الفرات و في هذه الغرفة يستطيع المرء مشاهدة كنز الملك
كنسود الذي يعود الى الالف الثالث قبل الميلاد. كما توجد غرفة مخصصة لمكتشفات
الرقة , المدينة العباسية لنهر الفرات. هناك قاعة مخصصة للمجوهرات الاسلامية و
نقود و أدرع. أما القاعة الاخيرة المخصصة للاثار البيزنطية و الاسلامية فهي صالون دمشق الذي هو عبارة عن غرفة خشبية مرمرية
مزينة بالرسوم تنتمي الى قصر من القرن الثامن عشر. بالنسبة لباقي الغرف في المتحف ,
فهناك بعض الغرف التي تعرض الفخار و المنحوتات و اوان زجاجية تمتد من العصر
الفينيقي حتى العصر الكلاسيكي . بعض الغرف ترتكز فقط على الآثار المكتشفة في حوران
و جبل العرب التي في معظمها من البازلت. تحتوي قاعة أخرى التماثيل الكلاسيكية
المنحوتة من العاج , البرونز و المرمر التي اكتشفت في تدمر. بعدها توجد غرفة تدمر
و تجاورها غرفة دورا اوروبيس. أشهر قسم في المتحف هو القسم الذي
يحوي المعبد اليهودي الذي ينتمي الى القرن الثاني الميلادي و قد تم اعادة بناءه و
جدرانه مغطاة بالتعاليم التلموذية و أشكال بشرية مأخوذة من الكتب المقدسة. مسجد التكية - دمشق: يقع مسجد التكية إلى الشرق من
المتحف الوطني وعلى بعد كيلومتر إلى الغرب من المدينة القديمة . لقد تم بناء هذا
المسجد لخدمة الحجاج إلى مكة المكرمة حيث
زيارته كانت من الواجبات الأساسية المترتبة على حاكم ولايات دمشق و كان مدخول هذا
المسجد من مصادر الغنى الرئيسية. بني هذا المسجد على موقع قصر الأبلق و هو قصر مملوكي بني في عهد البيبرس .و
قد أمر ببناء هذا المسجد سلطان سليمان الكبير الأول و تم تخطيطه من قبل المهندس
المعماري سنان و قام ببناءه بناءون ومهندسون مسيحيون الذين أعلنوا اسلامهم . يحوي المسجد ثلاثة أقسام رئيسية : -المسجد نفسه الذي يعتبر المعلم العثماني الأفضل بقاءً في المدينة. -المباني المحيطة بفناء المسجد التي أيضا بنيت من قبل المهندس سنان و هي
بنيت كمسكن للدراويش الذين كانوا مشهورين بإنشاد التراتيل الدينية و فيما بعد
استخدمت كخان لتكون منزلا للحجاج الذاهبين الى مكة. في الجانب الشرقي تقع المدرسة القرآنية التي تسمى مدرسة السليمانية التي تم
إضافتها من قبل خليفة سليمان, سلطان سليم الثاني بين 1566 و 1574 (بعد عقد من بناء
التكية و ليست من أعمال سنان) . إن غرفة المصلى في المدرسة ما تزال تستخدم لتدريس
القرآن. إن المباني حول المدرسة تستخدم من قبل أصحاب الدكاكين الذين يبيعون الزجاج
, النحاس , المجوهرات , العلب المزخرفة و السجاد. إلى الشرق من التكية يقع المتحف العسكري
الذي يحوي الأسلحة و أدوات المعارك. هذه الأسلحة تعود بتاريخها من القرن 13 التي
استخدمت ضد الصليبيين و المغوليين حتى أسلحة العصر الروسي المعاصر. الشارع المستقيم -via recta-سوق باب
توما حاليا: بناه الرومان في القرن الأول قبل الميلاد وكان الشارع الرئيسي لمدينة دمشق
القديمة والتي كان اسمها آنذاك داماسكس ، وقد سمى الرومان الشارع باسم فيا ريكتا
(باللاتينية:Via Recta) أي الطريق المستقيم أما
العرب فسمّته بالشارع المستقيم، والشارع جاء بناءه بما يتناسب وأسلوب بناء المدن
اليونانية والرومانية أي أسلوب البناء الشطرنجي الهلنستي والمقسم بالشوارع الصغيرة
إلى أحياء صغيرة، بالإضافة إلى الشارعين الرئيسيين واللذان يُدعيان كاردوس (الشارع
الشمالي الجنوبي) وديكومانوس (الشارع الشرقي الغربي) ومهمتهما قسم المدينة وتسهيل
حركة السكان بالاتجاهات الأربعة وصولا إلى أبواب المدينة. يمتد الشارع على طول 1570 متر من غرب المدينة القديمة إلى شرقها أي من باب
الجابية إلى باب شرقي قاسمًا المدينة القديمة إلى قسمين قسم شمالي وآخر جنوبي،
وعرض الشارع 26 متر كان مقسمًا لثلاثة أجزاء (عرضًا) الجزء الأوسط وهو أكبر
الأجزاء يشكل تقريبا ثلثي عرض الشارع وكان مخصصا لمرور العربات والحيوانات وكان
مكشوفًا، الجزءان الجانبيان أو الرواقان الجانبيان وهي أروقة جانبية مغطاة كان
سقفها مرفوعًا على أعمدة تيجانها كورنثية الشكل، وكانت المحلات والحوانيت والأبنية
المختلفة تمتد على طول هذا الشارع ويتفرع عن هذا الشارع شوارع صغيرة جانبية تقسم
المدينة القديمة إلى رقع شطرنجية أما في نقطة التقاء الشارع المستقيم مع شارع الكاردوس الأول (الشارع
الشمالي الجنوبي) المندثر حاليًا تحت المدينة القديمة يوجد قوس النصر الذي تم
اكتشافه في عام 1947 م وتم رفعه إلى مستوى الشارع الحالي. ذكر الشارع المستقيم في الإنجيل وذلك في سفر أعمال الرسل وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا فقال له الرب في رؤيا يا حنانيا فقال ها أنذا
يا رب فقال له الرب قم واذهب إلى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت
يهوذا رجلا طرسوسيًا اسمه شاول لأنه هو ذا يصلي بسبب الزلازل والحرائق وحروب المغول والتتار فقد انخفض الشارع المستقيم
القديم عن الشارع الظاهر حاليًا، إذ أن الشارع القديم يقبع الآن تحت الشارع الحالي
بعمق 5 إلى 10 متر. الشارع الحديث مقسم اليوم إلى قسمين القسم الأول يعرف باسم شارع باب شرقي
يمتد من قوس النصر وحتى باب شرقي أما القسم الثاني فيعرف باسم شارع سوق مدحت باشا
وهو يمتد من باب الجابية وحتى قوس النصر بعض أجزاءه مغطاة بسقف حديدي كما هو الحال
في شارع سوق الحميدية. الكنائس القديمة: كنيسة القديس بولس: بنيت الكنيسة تخليدا لذكرى القديس بولس ، واسمه شاول الطرسوسي ، اضطهد المسيحيين. وفي أثناء انتقاله إلى قرية
داريا ،نزل نور لامع مما سبب له العمى ، وسمع يسوع المسيح يسأله "شاول ،
لماذا تضطهدني؟ وكانت هذه الرؤية بداية الإيمان. واقتيد فاقد الوعي إلى دمشق ، إلى القديس
حنانيا، تلميذ المسيح ، وأصبح واحدا من اشد المدافعين عن المسيحية. فقرر أقرانه اليهود قتله ، لكنه اختبأ في منزل من سور المدينة. وبنيت الكنيسة في موقع
هروبه. وسافر إلى أنطاكية وأثينا وروما
، وذلك بعد إقامة قصيرة في القدس ، واستمر في تدريس الإنجيل حتى مات كنيسة حنانيا: كان حنانيا تابعا ليسوع المسيح و
تم ذكره كواحد من السبع التابعين الذين ذكر تبشيرهم في انجيل لوقا. كما ذكر اسمه
في الكتاب المقدس عندما أرسله الله لشفاء
بولص من عماه و ساعده في اقامة الكنيسة. فقد شفاه من عماه و قام بتعميده. فأصبح
أول أسقف على دمشق ومات مرجوما بالحجارة في عمر
الأربعين. المريمية: بطريركية اليونان الاورثوذوكس لانطاكية و الشرق: ان مقعد البطريرك كان سابقا في
انطاكية و هي في تركيا حاليا .و الآن نقلت الى دمشق في سوريا في الشارع المستقيم .
البطريرك الحالي هو البطريرك أغناطيوس الرابع لأنطاكيا و الشرق. |